تنشيط الذاكرة وسرعة الحفظ عند الأطفال ، موضوع يحظى باهتمام العديد من أولياء الأمور ، حرصا على تمبز أبنائهم دراسيا وعقليا ، فدعونا نساعدكم .
تنشيط الذاكرة وسرعة الحفظ عند الأطفال
إن تذكر الأطفال لما يحدث لهم ولما يتعلموه ، يعتمد على درجة اهتمامهم بهذه الأحداث أو المعلومات ، فإذا كان الحادث مهما ومؤثرا فإن صورة هذا الحادث تطبع في الذاكرة لديهم وتبقى مخزونة إلى أن تصبح لديهم القدرة على ترجمتها واسترجاعها كذاكرة حية .
وتحتاج ذاكرة الطفل إلى تدريب مستمر ، فهي كسائر عضلات الجسد تحتاج إلى نمو وتطور تدريجي ، لذا فدور الأهل والمعلمين منوط بالتزام وصبر حقيقيين حتى يطوروا ذاكرة الأطفال وبالتالي تنشط آلية التذكر والحفظ تلقائيا .
نقترح عليكم فيما يلي بعض الأساليب والطرق التي من شأنها تنشيط وتقوية ذاكرة أطفالكم :
1 – تهيئة الطفل عقليا
يجب أن تحرصوا دائما على تهيئة أطفالكم لما تريدوا أن يتذكروه ، فتتم عملية إعداد وتحضير الطفل لتذكر الأحداث قبل الحدث نفسه ، فقبل الذهاب إلى المسرح على سبيل المثال نقول للطفل : سنذهب لمشاهدة مسرحية وأحداث المسرحية ستكون ممتعة وفيها عبر يجب أن نستفيد منها .
عندها سيركز الأطفال على هذه الأحداث بدل أن يركزوا على أغنية واحدة فقط من المسرحية ..لأن ذاكرة الطفل تميل تلقائيا لما تحبه .
وكذلك في المدرسة إذا طلب المدرس من الأطفال مثلا مذاكرة دروس معينة للإمتحان تكون النتيجة أفضل من لو طلب منهم دراسة كل محتوى الكتاب .
2 – تهيئة الطفل نفسيا
يعد القلق السبب الرئيسي لصعوبات الحفظ والتذكر لدى الأطفال ، وذلك لأنه يشوش ذهن الطفل ويعيق من تركيز انتباهه ، فالمشاعر والأفكار التي يتضمنها القلق تصرف انتباه الطفل وتجعله يشرد عن المعلومات التي يتوجب عليه تذكرها .
وقد نلاحظ جميعا على أولادنا ذلك ، فإذا طلبت من طفلك أن يحفظ مثلا سورة من القرآن الكريم ، أو قطعة من الشعر أو النثر ، فإن قوة ذاكرته وقدرته على الحفظ ستكون أكبر ، واستعداده لحفظها سيكون أقوى إذا كان يمر الطفل بظروف نفسية هادئة .
ومن أكثر المشاكل المسببة لقلق الأطفال وتدمير نفسيتهم ، هي المشاكل الأسرية الدائمة خصوصا بين الوالدين ، حيث تنعكس سلبا على حياتهم ومستقبلهم ككل .
تقوية الذاكرة عند الأطفال
3 – تحفيز الطفل
ينبغي ألا نغفل أيضا عن أهمية الدوافع والتحفيز لدى الطفل ، حيث تقوي وتعزز قوة استرجاع المعلومة حين الاختبارات المدرسية . وتتنوع الدوافع والتحفيزات لدى الطفل ، ككسب رضى والديه ، أو وعد بهدية جميلة أو رحلة شيقة إذا تفوق .
كل هذه الدوافع تزيد من قدرة الطفل على استرجاع المعلومات .. حيث أن عملية استرجاع المعلومات هذه وبالذات للامتحان تتطلب جهده ، والطفل الذي يجد الدافع القوي للنجاح ، عليه العمل بجد واجتهاد لتنشيط ذاكرته واسترجاع المعلومات منها .
4 – أسلوب التكرار
إن الاعتماد على التكرار والترديد الجماعي من شأنه زيادة قدرة الطفل على الحفظ وعلى تنشيط الذاكرة ، خصوصا عند حفظ الآيات القرآنية الطويلة والقصائد المكونة من أبيات عديدة ، لذا فمن الجميل أن تستغلي كأم وقت فراغك لترديد أناشيد أو آيات قرآنية بصوت مسموع وواضح برفقة طفلك .
5 – الاعتماد على الأغاني
للإيقاع دخل في قدرة الطفل على التذكر ، فنلاحظ أن الأناشيد والأغاني تكون أسهل في التذكر عند الطفل من القطع النثرية ، لذا تجد أغلب القنوات الفضائية التعليمية الموجهة للأطفال ، تعتمد على إدراج الأغاني في برامجها لسهولة انسيابها وترسيخها في ذاكرة الطفل .
خلاصة الموضوع أن ذاكرة الطفل تتأثر بكل ما حوله من مفردات ومعطيات ، وكل طفل يختلف عن الآخر ولا يجب مقارنة أطفالنا بغيرهم ، بل العمل جاهدين على تقوية وتنشيط ذاكرتهم ، ومساعدتهم في ذلك وخاصة في تهيئة الجو المناسب والاستقرار الأسري .
اقرأ أيضا :
مصادر :