محتويات
من أبرز المشاكل الأسرية التي تسبب انزعاجا بالغا للآباء والأمهات ، هي مشكلة عناد الأطفال ، حيث تغدو العلاقة اليومية بين الأم وطفلها أشبه بمعركة عنوانها : ‘ رفض الأوامر ‘ ، فدعونا نفهم أسباب المشكلة ، والحلول الممكنة لربح هذه المعركة .
تعريف العناد عند الأطفال
العناد عموما هو رد فعل سلبي اتجاه ما يطلبه المربي ، وتتفاوت درجاته من حيث الصعوبة ، ونقدم مثالا لأم طلبت من طفلها أن يذهب إلى سريره لينام ، فإذا رفض الذهاب فهذا عناد ، وإذا تأخر في الذهاب ، فهذا نوع ثان من العناد ، وإذا ذهب بتثاقل وتذمر وتجهم ، فهذا نوع ثالث ، وإذا أبدى استعدادا لضرب من يأمره بشيء لا يريده أو شتمه ، فهذا نوع شديد من أنواع العناد .
متى يصبح الطفل عنيدا ؟
تشير الأبحاث والدراسات العلمية إلى أن العناد كثيرا ما يظهر لدى الأطفال بعد سن الثانية والنصف ، ويشتد خلال السنة الثالثة والرابعة ، ويبدأ بالتلاشي عند سن الخامسة إذا أحسن الأبوان التعامل معه ، وتصرفا بالشكل المناسب .
ضرورة التفريق بين العناد الطبيعي والعناد العصبي
نقطة خطيرة يجب أن ينتبه الأهل إليها ، وهي التفريق بين العناد الصحي الطبيعي ، وبين العناد الذي يحتاج إلى معالجة . فالطفل حين يبدي قدرا معقولا ومألوفا من الممانعة والعصيان يرسل إلينا رسالة مفادها : أنه أصبح يشعر بنفسه ، ويريد استقلالية وحرية تجعل الآخرين يحترمونه ويقدرونه .
وللتفريق بين العناد الصحي والعناد العصبي يجب أن نفهم أهم أعراضه ، والتي سندرجها فيما يلي :
مظاهر العناد عند الأطفال
– يظهر الطفل رفضا للأوامر والنواهي الصادرة عن أبويه أو أحد إخوته الكبار .
– التأخر في أداء المهام والتلكؤ في تنفيذ ما يُطلب منه .
– ممارسة سلوكيات غير لائقة مثل التلفظ بألفاظ بذيئة أو كشف عورته أمام الآخرين…
– الغضب والعصبية لأتفه الأسباب ، فقد يمتنع مثلا عن تناول وجبته فقط لأن ملعقته الخاصة مفقودة .
– إصرار وأنانية في تصرفاته ، كأن يصر دائما على أخذ النصيب الأكبر من الحلوى بين إخوته .
– رفض التفاوض أو التنازل عن مواقفه بشدة .
أسباب العناد عند الاطفال
– تقييد حركة الطفل بقيود مادية ومعنوية ، فالمساحة الضيقة للمنزل مثلا وتنبيه الطفل بعدم لمس أشياء معينة ، أو عدم الاهتمام به ومحاورته ، أمور قد تولد بالتدريج ضغطا يقود إلى العناد .
– شعور الطفل بالظلم أو تحقير أحد أفراد العائلة له .
– كثرة التوجيهات والأوامر التعجيزية للأبوين قد تولد لدى الطفل ضغطا كبيرا ينتج عنه سلوك عدواني شديد وعناد أشد .
– الشعور بالغيرة من مولود جديد .
– الشعور بالإحباط والفشل ، خصوصا إذا كان المحيط العائلي سلبي وغير مشجع .
طريقة التعامل مع الطفل العصبي والعنيد
فيما يلي 8 طرق مجربة للتعامل مع الطفل العنيد :
1 – لا تفقدي أعصابك
مع الأسف الشديد ، فإن حال الكثير من الآباء والأمهات في مجتمعاتنا العربية على وجه الخصوص ، هو اللجوء إلى الضرب والتوبيخ ، والرد على عناد الطفل بعناد أشد منه ، لذا لا بد أن تتحكموا في أعصابكم وإلا ستكونوا مسؤولين عن أي نتائج عكسية .
2 – استمعي إلى طفلك
أجل ، لم لا تتحدثي لطفلك وكأنه شخص بالغ ، اطلبي منه أن يشرح لك أسباب انزعاجه ، ولماذا يتصرف بعصبية وعدوانية ، فمثلا لوحظ أن كثيرا من الأطفال الذين يظهرون رفضا وعنادا لذهابهم إلى المدرسة ، يعود إلى قسوة معلمهم عليهم ، أو تعرضهم للمضايقة من أقرانهم .
3 – كوني قدوة لطفلك
الأطفال بفطرتهم ينقادون إلى تقليد والديهم ، ويتأثروا بسلوكاتهم ، فالبيت الذي يعرف شجارات متكررة بين الوالدين ، طبيعي أن ينتقل هذا النمط السلوكي إلى نفسية الطفل وينعكس عليه سلبا ، لذا ينصح أطباء النفس أن يؤجل الوالدين خلافاتهم قدر الإمكان حينما يتواجد أطفالهم .
4 – تنازلي في حدود
حاولي دائما أن تبحثي عن حلول وسطية اتجاه عناد طفلك ، فإن رفض مثلا ارتداء لباس معين ، فحاولي أن تختاري لباسا آخر ترضينه ويرضاه ، مع الإطراء عليه وإخباره بأنه سيغدو رجلا وبطلا ، وغيرها من عبارات الإطراء والتشجيع .
5 – عللي أسباب طلبك
استخدام التعليل وشرح أسباب ما تطلبينه يسهل على الطفل الاستجابة لك حين تطلبين منه شيئا ، أو تنهينه عن فعل شيء .
6 – فن التجاهل
وسيلة ناجعة في الرد على عناد طفلك ، ونعني بالتجاهل أن نغض الطرف عن موقف الطفل العنيد ، وكأن شيئا لم يكن ، فإن أظهر امتناعه عن الأكل مثلا ، فاتركيه بلا أكل ولا تظهري له أي اهتمام أو دعوة لطاولة الطعام ، عندها سيتبدد عرش عناده وسيرضخ لصراخ بطنه الجائع .
7 – تقديم مكافأة
ترسيخ عقلية الطاعة والامتثال للأوامر أمر صعب جدا ، ولا يستطيع عقل الطفل أن يستوعبه ، لذا فالحل أن نمنح الطفل هدايا ووعودا برحلة أو نزهة جميلة ، كلما أظهر طاعة لوالديه ، ولم يتصرف بشغب ، وهذا من شأنه أن يترك انطباعا راسخا في ذهن الطفل بفوائد الطاعة .
8 – العقاب
لا نعني بالعقاب هنا الضرب بقدر ما نعني به حرمان الطفل من أشياء يحبها عقابا لعناده ، ويختلف هذا العقاب حسب سن الطفل ، فمثلا لو ذهب طفلك إلى النوم متأخرا نصف ساعة عن الموعد الذي حددته له ، فإنك ستحرمينه من مصروفه اليومي ، أو نصيبه اليومي من الحلوى ، أو نزهته الأسبوعية ، وهكذا …
مصادر :
– مشكلات الأطفال ( عبد الكريم بكار ) .