ارتفاع الحرارة عند الأطفال حالة تستدعي تصرفا سريعا وتداركا لمخاطرها ، وفي هذا المقال سنبحث عن أهم أسبابها ، وأعراضها وعلاجها .
محتويات
ما هي درجة الحرارة الطبيعية للأطفال ؟
تعتبر الحمى ، أو ارتفاع حرارة الجسم ، رد فعل طبيعي لجهاز المناعة في مكافحة العدوى ، ويبلغ المعدل الطبيعي لحرارة الجسم حوالي 36 إلى 37 درجة مئوية ، فيما يعتبر الطفل مصابا بالحمى عندما تكون درجة حرارة جسمه أعلى من 37.7 درجة مئوية .
وهناك العديد من موازين قياس الحرارة التي تتميز بدقتها وسرعتها في فحص و تحديد درجة حرارة الطفل الداخلية ، مثل موازين الحراره الرقمية أو الشريطية ، أو تلك المخصصة لفحص حرارة الأذن .
ويمكن استخدام موازين قياس الحرارة في المستقيم ( ميزان الحرارة الشرجي ) ، أو في الفم ( ميزان الحرارة الفموي ) ، أو تحت الإبط ( ميزان الحرارة الإبطي ) ، أو في الأذن ( ميزان الحرارة الأذني ) .
اقرأ أيضا :
أسباب ارتفاع الحرارة عند الأطفال
تأتي الحمى كنتيجة و عرض طبيعي لمكافحة الجسم لأنواع البكتيريا و الأمراض الشائعة التي تصيبه ومنها :
ارتفاع الحرارة بسبب الالتهابات الفيروسية
فور أن يتنبه الدماغ لوجود عنصر فيروسي أو بكتيري دخيل على جسم الإنسان ، يعطي أوامره برفع درجة حرارة الجسم وتستعد جميع الأنظمة الدفاعية لكي تواجه العنصر الدخيل .
ومن هذه الفيروسات المرضية :
– فيروس الملاريا والتهاب الحلق .
– التهاب السحايا والتهاب الأذن الوسطى .
– عدوى الجيوب الأنفية .
– إصابة الأطفال بنزلات البرد ( الانفلونزا ) خاصة في فصل الشتاء .
– بعض أنواع عدوى العظام .
اقرأ أيضا :
6 طرق طبيعية لعلاج البرد عند الأطفال
علاج التهاب الجيوب الأنفية عند الأطفال
ارتفاع درجة الحرارة بسبب التهاب المعدة والأمعاء
يسبب التهاب المعدة والأمعاء الفيروسي ارتفاع الحرارة عند الأطفال ، ومن علاماته : القيء المستمر والإسهال ، إلى جانب الم وتشنجات في البطن .
ارتفاع درجة الحرارة عند الاطفال بعد التطعيم
يأتي التطعيم كأحد الأسباب التي تؤدي إلى الارتفاع الواضح للحرارة عند الأطفال ، لكن سرعان ما تختفي هذه الآثار بعد وقت قصير .
ارتفاع درجة الحرارة عند الاطفال بسبب الجفاف
يمكن أن يؤدي انخفاض كمية السوائل بالجسم إلى الإصابة بالجفاف ، و ينجم عنه ارتفاع في درجة حرارة الطفل ، خصوصا عند الرضع الذين يعتمدون بشكل كامل على حليب الثدي .
اقرأ أيضا :
ارتفاع درجة الحرارة عند الاطفال بسبب الأسنان
يعد التسنين من أكثر المشاكل التي تعكر مزاجية الطفل وتسبب له آلاما وضغطا وكذا إرتفاع في درجة حرارة الجسم .
ارتفاع درجة الحرارة بسبب التعرض لضربة شمس
على الرغم من أن هذا الاحتمال يبدوا بعيدا بسبب حرص الأمهات على عدم تعرض طفلهن لحرارة الشمس المرتفعة ، إلا أنه أحيانا يقع السهو و يتعرض طفلك لضربة شمس ترفع درجة حرارة جسمه وقد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة .
ارتفاع حرارة الطفل مع طفح جلدي
من الشائع أن نلاحظ ظهور طفح جلدي عند إصابة الطفل بالحمى أو بعدها ، وفي غالب الأحيان لا يشكل أي خطورة إن لم يكن نتيجة لمرض أو عدوى محددة .
ويحدث الطفح الجلدي لعدة أسباب منها :
– كثرة تعرق الطفل تسبب انسدادا في المسام فيحدث الطفح الجلدي .
– الملابس الضيقة أو الثقيلة تؤدي أيضا إلى حدوث الطفح الجلدي وارتفاع درجة الحرارة خصوصا عند حديثي الولادة .
– الطفح الوردي : وهو داء شائع يصيب الأطفال دون سن الثانية ، و يتسبب بارتفاع كبير في درجة الحرارة إلى جانب ظهور أعراض مثل السعال وسيلان الأنف .
– مرض القدم واليد والفم : يحدث هذا المرض نتيجة التهاب فيروسي ، وتظهر أعراضه على شكل التهابات في الفم ، وطفح جلدي يظهر على اليدين والقدمين . وبالرغم من أن هذا المرض يبدو خطيرا من الوهلة الأولى ، إلا أنه يزول تلقائيا خلال أسبوع من تعافي الطفل من الحمى .
– المرض الخامس : عدوى أخرى شائعة تظهر على شكل احمرار شديد في الجلد وطفح على الخدين ، وهو يزول بشكل تلقائي أيضا .
أعراض ارتفاع الحرارة عند الأطفال
هناك عدة علامات لمعرفة ارتفاع حرارة الطفل ويمكن تمييزها من خلال الأعراض الآتية :
– يحس الأهل عادة بإصابة طفلهم بالحمى عن طريق تحسس جبينه وملاحظة ارتفاع درجة حرارة جسمه .
– يلاحظ أن الطفل يتعرق باستمرار .
– إحساس الطفل بقشعريرة مع برودة الأطراف .
– يلاحظ أن الطفل يميل لشرب الماء بكمية أكبر من المعتاد ، ويميل أيضا إلى السوائل الباردة .
– شعور الطفل بتعب عام في جسمه بالإضافة لقلة النشاط أو الخمول لفترات طويلة .
– تحول البول إلى اللون الأصفر والتبول أقل من المعتاد .
علاج ارتفاع الحرارة عند الأطفال
نقترح عليكم مجموعة من الإسعافات الأولية و النصائح الفعالة لتخفيض الحرارة بشكل سريع و كذا التعامل مع الطفل المريض :
– ألبسي طفلك ثيابا باردة و خفيفة ، وتجنبي أي أغطية تثقله .
– بخصوص وضع كمادات الماء ، فيجب أن تكون من مياه الصنبور وليست مثلجة ، ونضعها على جبهة الطفل ، ويمكنك مسح قدميه ورقبته وكف اليد ، ونتجنب وضعها على صدره .
– ينبغي توفير غرفة ذات تهوية جيدة وغير دافئة جدا ، ولا ينصح بتشغيل المكيف . وننصح أيضا بأن تكون الغرفة ذات إضاءة منخفضة وبعيدة عن الضوضاء خصوصا أثناء النوم حتى ينال طفلك الراحة التامة .
– إعطاء الطفل ما يكفي من المشروبات الباردة يساعد في خفض الحرارة ، وفي حال كان يرفض الشرب ، حاولي أن تعطيه المثلجات التي يحبها .
– في كثير من الأحيان ننصح بأخذ حمام ماء دافئ منعش ، أو ضعي طفلك في مغطس ماء فاتر . ولا ننصح أبدا باستخدام الماء البارد لأنه سينقلب عكسا على حالة الطفل فتزيد درجة حرارته ارتفاعا وقد يتعرض لنوبة تشنج .
– يمكنك إعطاء طفلك خافض الحرارة الباراسيتامول ( شراب أو لبوس ) مع ضرورة الالتزام بالجرعات المناسبة لعمر و وزن الطفل ، ولا تعطيه أي أدوية أو خافضات أخرى مثل ( الأسيتامينوفين – الآيبوبروفين – الأسبرين – المضادات الحيوية ) دون استشارة الطبيب .
في معظم الأحيان تنخفض حرارة طفلك في حدود أربعة أيام .
وجب التنبيه أن هذه الطرق لا تساعد في العلاج إذا كان سبب الحمى عدوى أو مرض محدد ، ولكن في حالة أن خشيت من تعرض طفلك لخطر الجفاف أو لم يكن مرتاحا ، فيمكن لهذه الطرق أن تساعده بشكل مؤقت لحين علاج المرض نهائيا .
متى تستدعي الطبيب ؟
في بعض الحالات يمكن أن يشكل ارتفاع حرارة الطفل تهديدا حقيقيا لصحته ، لذا يجب الذهاب إلى الطبيب فورا في الحالات الآتية :
– إن كان سن الطفل أقل من ثلاث أشهر وارتفعت حرارته عن 38 درجة مئوية ، أو إن كان عمره بين 3 إلى 6 أشهر و تجاوزت حرارته 39 درجة مئوية .
– إِن استمرت السخونة أكثر من 5 أيام .
– إن عادت الحمى بعد 24 ساعة من زوالها .
– إذا كان الطفل يعاني من التشنجات الحرارية لأكثر من 15 دقيقة .
– إن أصيب الطفل بتصلب في الرقبة ( عدم القدرة على وضع ذقنه على صدره ) .
– تسارع دقات القلب .
– إِن كان الطفل يبكي بشدة .
– إن ظهرت أي مؤشرات على وجود جفاف ، مثل العطش الشديد وعدم وجود الدمع ، أو جفاف الشفتين والفم .
– إن كان الطفل يشعر بعدم الارتياح ولا يرغب في النوم .
– إِن ظهرت لديه أي صعوبة في التنفس .
– إن أصيب الطفل بارتخاء في العضلات .
– إذا ظهرت على طفلك علامات مرض محتمل ، بالإضافة إلى ارتفاع حرارة جسمه .
إعطاء الأدوية للطفل المصاب بالحمى
يعتبر استخدام المحقنة الطبية المعقمة مفيدا بالنسبة للأطفال الصغار . حيث يتم غمس المكبس في الدواء ثم سحب الكمية المطلوبة ، وحاولي ضخها داخل فم الطفل في منطقة الخد تجنبا لاختناقه .
أو يمكن إعطاء طفلك الدواء عن طريق القطارة ، وذلك بقياس الجرعة في الملعقة ، وبعد ذلك ملأها داخل القطارة .
وأخيرا يمكن إعطاء طفلك الدواء عن طريق الملعقة بشكل مباشر ، و سيكون الأمر حينها صعبا ويتطلب حيلة وتوددا حتى تقنعي طفلك بأخذ الدواء .
إطعام الطفل المصاب بالحمى
بالنسبة للأطفال الذين تقل أعمارهم عن ستة أشهر فإن غذاءهم الأساسي هو حليب الأم ، وبعد هذا العمر يمكن تقديم خضار وفواكه مهروسة مع الماء أو مرق الدجاج واللحم .
ويعتمد ما تقدمينه لطفلك على مدى تقبله أو انجذابه لهذه الأطعمة ، لذا ينصح باختيار أطعمة حلوة وخفيفة على معدة طفلك حتى ينجذب لها ويأكلها .
طرق الوقاية من ارتفاع حرارة الأطفال
– حافظي دائما على نظافة محيط المنزل ، وأبقي طفلك بعيدا عن الأشياء التي يمكن أن يضعها في فمه .
– احرصي دوما على الاهتمام بالنظافة الشخصية لطفلك بعد أن يلعب أو عندما يعود من المدرسة أو الخارج .
– إذا كان أحد أطفالك مصابا بنزلة برد فأبعدي طفلك الرضيع عن أخيه حتى لا يصاب بالعدوى .
– احرصي على نظافة الفواكه والخضروات جيدا قبل أن تقدميها لطفلك .
– من الضروري إعطاء الطفل مياه معدنية أو مياه طبيعية مفلترة .
وفي ما يلي فيديو مفيد يتحدث فيه الدكتور عادل البيانوني استشاري الأطفال والرضع ، عن طرق علاج ارتفاع الحرارة عند الأطفال ، أنصحكم بمتابعته :
مصادر :
– Symptoms of Fever in Adults, Children, and Babies, and When to Seek Help