محتويات
فصل الشتاء على الأبواب ، وهذا معناه انخفاض درجة الحرارة ، وتساقط الأمطار ، ويكون الإنسان على موعد مع المرض – عافاكم الله – الذي ينموا وينشط في هذا الفصل تحديدا وهو البرد ، وإن كان يهون على الكبار ، فإن الأطفال الرضع يعانون صعوبة بالغة عند الإصابة بالبرد .
وفي هذا الموضوع سنبحث في أسباب و كيفية علاج البرد عند الأطفال الرضع ، بعد أن نتعرف على الأعراض والتشخيص الصحيح للمرض .
أسباب نزلات البرد عند الأطفال الرضع
نزلة البرد هي عدوى فيروسية تصيب الجهاز التنفسي العلوي للطفل ، ويصل عدد الفيروسات التي تسبب نزلات البرد إلى أكثر من 100 نوع ، ونذكر منها الأكثر شيوعا وهي :
فيروس رينو : يعد هذا الفيروس المتهم رقم 1 في إصابات البرد الشائعة بين الأطفال ، ويُولّد هذا الفيروس أكثر من 18 نوع من نزلات البرد المختلفة الشدة ، ويكثر في البيئة المزدحمة التي يحتك فيها الطفل بأشخاص أو أطفال الحضانة .
الفيروس المخلوي التنفسي : هو فيروس يصيب مجاري التنفس العلوية والرئتين ، وهو شائع جدا عند الأطفال الأقل من سنتين ، ويسبب هذا الفيروس احتقانا شديدا في الأنف وسعالا جافا .
فيروس الأنفلونزا : طبعا فيروس شهرته تسبقه ، وتتجلى خطورته في سرعة انتقاله بين الأشخاص بمجرد العطس أو السعال على بعد مسافة تتجاوز المترين .
فيروس كورونا : أحد الفيروسات الشائعة الذي يسبب عدوى الجيوب الأنفية والتهابا حادا في الحلق ، وبالرغم من أنه يعد مسببا ثانويا لنزلات البرد إلا أن خطورته تتجلى في احتمالية الإصابة بمتلازمة الالتهاب الرئوي الحاد والمعروف بسارس .
أعراض نزلات البرد عند الأطفال الرضع
بغض النظر عن نوع الفيروس المسبب لنزلة البرد ، فإن الأعراض تتشابه عموما ، حيث سيعاني الطفل الرضيع من :
– سيلان كبير للأنف ويظهر المخاط كثيفا .
– سعال واحتقان في الرئتين .
– جفاف وعطش متكرر .
– حمى مرتفعة خصوصا في الليل .
– احمرار في العينين .
– فقدان الشهية للطعام .
– صعوبة بالغة في النوم بسبب ضيق التنفس .
– قشعريرة وحمى باردة .
– قيء وإسهال في حالة الإصابة بفيروس الإنفلونزا .
كيفية علاج البرد عند الأطفال الرضع
في الحقيقة لا يوجد دواء يقضي بالمعنى الحرفي على الفيروسات المسببة للبرد ، وإنما يعمل على تخفيف شدة الأعراض ، وبالتالي يكون الدور الأكبر لنظام المناعة لمحاربة العدوى حتى يعود إلى الجسم إلى طبيعته .
لكن في المقابل هناك علاجات منزلية وطبيعية فعالة تساعد في علاج نزلات البرد لطفلك الرضع ، نذكر منها :
1 – زيادة وتيرة الرضاعة الطبيعية
يعتبر حليب الثدي في حد ذاته مضادا حيويا يعزز فعالية جهاز مناعة الرضيع ، وبالتالي يقلل من حدة نزلة البرد ، لذا ينصح بزيادة جلسات الرضاعة .
2 – المزيد من الماء
يحتاج الطفل المصاب بالبرد إلى السوائل لتعويض نقصها جراء سيلان الأنف المتكرر ، وتخفف كذلك من التهاب الحلق ، لذا احرصي على أن ينال طفلك الرضيع قدرا كافيا من السوائل .
3 – استخدام رذاذ الأنف
تسبب فيروسات البرد انسدادا في الأنف ، فيعاني الطفل من صعوبة بالغة في التنفس ، لهذا يمكنك الاستعانة برذاذ أنف خاص يباع عند الصيدلي أو يصفه لك الطبيب ، ويوضع على شكل قطرات في منخر الطفل .
4 – وجبة ساخنة
الأطفال الرضع الأكبر سنا يمكن أن تعدي لهم حساء أو شوربة خضار ساخنة ، حيث تساعد في تخفيف شدة التهاب الحلق ، والحد من السعال ، وتخفيف التهيج المستمر للأنف .
5 – فواكه متنوعة
تلعب الفاكهة الغنية بمضادات الأكسدة دورا حيويا في مقاومة الفيروسات المسببة للبرد ، وعلى رأس هذه الفواكه البرتقال الذي يعد غنيا بفيتامينات A و C التي تعزز مناعة جسم الرضيع ، كذلك فاكهة المانجو والحمضيات عموما تساهم بشكل كبير في مقاومة البرد .
6 – العسل
العسل وما أدراك ما العسل ! هذا الدواء الرباني العجيب الذي يعالج – بإذنه تعالى – أمراضا كثيرة ، ويأخذ العسل كعلاج فعال للسعال ولكن فقط للأطفال الذين تجاوزوا عامهم الأول ، على أن لا يتجاوز القدر نصف ملعقة من العسل كلما تكررت نوبة السعال لدى طفلك .
طرق الوقاية من البرد عند الأطفال الرضع
الأمر يتطلب صرامة وانتباها دائما منك ، فإذا أردت أن تقي طفلك – بإذن الله – من نزلات البرد ، فاتبعي ما يلي :
– أبعدي طفلك عن الأشخاص المصابين بالبرد ، لأن العدوى تنتقل بسرعة كبيرة .
– احرصي على غسل يديك ويدي طفلك باستمرار .
– احرصي كذلك على نظافة ألعاب الطفل ، لأنها تحمل مختلف أنواع البكتيريا .
– تجنبي وطفلك الأماكن المزدحمة قدر الإمكان ، خصوصا في فصل الشتاء ، لأنه فصل البرد بامتياز .
– العلاجات المنزلية الطبيعية تكون فعالة أكثر من الأدوية في احتواء نزلات البرد .