اختبار السمع للأطفال أمر ضروري في حال كنت تشك في أن طفلك يعاني من مشاكل في السمع ، فما هو هذا الاختبار ؟ وما هي طرق تطوير السمع للأطفال ؟
متى يبدأ الأطفال في السمع ؟
يلتقط الطفل فطريا أصوات أمه وهو بعد في الرحم ، ويتطور السمع لديه بعد الولادة حسب المراحل الآتية :
1 – عند الولادة
بعد دقائق قليلة من ولادته ، سيبدأ طفلك بالتقاط الأصوات المحيطة حوله ، وقد تلاحظين أنه يستجيب لك عندما تغني له تهويدة ، لكن الأصوات العالية والمفاجئة قد تسبب له هلعا وانزعاجا .
2 – عند بلوغه شهره الثالث
يصبح سمع الطفل أكثر استجابة ، فينظر إليك عند سماع صوتك ، أو ينظر في اتجاه آخر مبديا ردة فعل لمصدر الصوت أو الكلام ، وقد يظهر طفلك صوتا يشبه الغرغرة في محاولة منه للتحدث إليك .
3 – عند بلوغه شهره الرابع
في هذا الوقت يتطور سمع طفلك فتصبح درجة استجابته أكثر سرعة ودقة ، ويظهر ذلك من ﺧﻼل استجابته للأصوات التي تثيره ، في حين قد لا يكثرت لأي صوت عابر .
4 – من الشهر السادس حتى الشهر السابع
في هذه المرحلة يصبح مستوى السمع لدى طفلك سريع التجاوب ، ويظهر استجابته لأصوات بعيدة ، ويكون رد فعله سريعا .
5 – عند بلوغه العام الأول
في هذه المرحلة يبلغ تطور سمع طفلك درجة تمكنه من التعرف على معظم الأصوات وأصحابها ، ويستجيب أيضا لأغانيه المفضلة على التلفاز .
اختبار السمع للأطفال
إذا كان ينتابك القلق المستمر من احتمالية أن يولد طفلك ضعيف اﻟﺳﻣﻊ ، أو تودين أن تفحصي سمعه في جميع مراحل عمره ، فهناك مجموعة من الاختبارات التي يجريها الطبيب لفحص سمع الطفل ، وتكون هذه الفحوصات على الشكل الآتي :
فحوصات السمع المبكر لحديثي الولادة
يولد عدد قليل من الاطفال مع ضعف في السمع ، ومن الضروري الكشف عليهم في وقت مبكر قدر المستطاع ، لأنه يتيح لهم فرصة كبيرة للعلاج المبكر . ويمكن إجراء هذا الفحص خلال الأسابيع الأولى بعد الولادة ، إذ أنه لا يلحق أي ضرر بالمولود ويستغرق فقط بضع دقائق .
أما عن كيفية إجرائه ، فتشتمل على وضع اختصاصي سمعيات مدرب سماعة صغيرة في أذن المولود لترسل صوت نقر إليها . وعبر استخدام الكمبيوتر يمكن للاختصاصي أن يرى رد فعل الأذن على الصوت .
ويسمى هذا الفحص باختبار تقييم الانبعاثات الأذنية السمعية ( OAE ) ، الذي يظهر أرجحية عدم إصابة المولود بضعف في السمع ، في حال كان رد فعل الأذن على الصوت قويا .
وجبت الإشارة أنه في بعض الأحيان قد لا ينجح هذا الاختبار ، وقد تظن الأم أن طفلها يعاني من إعاقة سمعية بسبب نتائج الاختبار ، لكن الأمر عكس ذلك .
وهناك عدة أسباب تقف وراء فشل اختبار السمع سواء للأطفال حديثي الولادة أو الرضع ، منها وجود سائل متبقي من الولادة في قناة الأذن يحجب منبهات الصوت ، أو حركة الطفل أثناء الاختبار أو بسبب الضوضاء المزعجة . لذا من الضروري إعادة الاختبار للطفل بعد فترة معينة يحددها الطبيب المختص لتقييم سمعه .
اختبارات السمع عند الأطفال ما دون الرابعة
يعتبر إخضاع الأطفال في سن يقل عن الرابعة لاختبار سمع موثوق أمرا أصعب . فيُختبر السمع عادة عند من هم في الثالثة من العمر عن طريق اختبار لعبة ” ماكورميك “ ، حيث تعرض بعض الألعاب على الطفل ويُطلب منه الإشارة إلى لعبة معينة عند سماع اسمها .
ويقول الطبيب الأسماء أولا بصوت طبيعي ، وبعدها بصوت منخفض . ويعتبر الطفل ناجحا في هذا الاختبار السمعي إن استطاع التمييز بين كل الألعاب لدى سؤاله عنها بصوت منخفض .
أما بالنسبة للاطفال الذين يقل عمرهم عن الثالثة وكذا اﻟرﺿﻊ ، فيتم إجلاسهم على كرسي منخفض بالقرب من الشخص الذي يهتم بهم ، ويعطون صندوقا صغيرا على سبيل المثال ويطلب منهم بعدها الطبيب الذي يقف على بعد متر واحد من الأذن ، بمستويات معينة من الصوت وضع الصندوق على الطاولة أو إعطاءه للأم .
قد يخضع الرضيع كذلك لاختبار تخطيط السمع الدماغي عن طريق جهاز خاص يسجل الاستجابات العصبية للأصوات و يساعد في تحديد درجة ومدى ضعف حاسة السمع .
إختبارات السمع ﻟﻸطﻔﺎل فوق الرابعة
يتم اﺟراء إختبار السمع عند هذه الفئة العمرية من الأطفال باستخدام جهاز يدعى بـ ” جهاز قياس السمع “ ، بحيث يرتدي الطفل سماعات ليستمع إلى سلسلة من الأصوات المحددة تنبعث من الجهاز ، ويطرق على الطاولة في كل مرة يسمع فيها صوتا للإشارة إلى ذلك . وتدون الإجابات لإعداد ما يسمى بتخطيط السمع .
اختبار السمع للأطفال ( المنعكس السمعي )
يقوم أخصائي السمع بإجراء هذا الاختبار الشامل للأطفال لقياس وجود أو غياب أي منعكس سمعي ، وذلك من خلال تعريض الأذن لسلسلة من الأصوات المرتفعة والصاخبة بدرجات مختلفة ، ويظهر رد فعل المنعكس السمعي من خلال انقباض عضلات الأذن الوسطى .
اختبار السمع للأطفال ( الشوكة الرنانة )
يتم فحص الأذن وذلك بالاعتماد على شوكة معدنية رنانة تصدر صوتا عند اهتزازها بشدة لقياس مدى وشدة الإعاقة السمعية ، وذلك من خلال مراقبة طبلة الأذن الوسطى ، وأعصاب الأذن الداخلية .
اقرأ أيضا :
نتائج التشخيص
بعد أن يتم تشخيص مشكلة ضعف سمع طفلك والتي تكمن وراءها العديد من الأسباب ( التشوهات الخلقية – مشاكل في الأذن الخارجية أو الوسطى – تكدسات السوائل والشمع ….الخ ) ، يتم العلاج عن طريق الأدوية أو التدخل الجراحي ، أو الاستعانة بتركيب أدوات مساعدة على السمع ، ومراقبة تقدم الطفل باستمرار .
طرق تطوير سمع الأطفال
من الواجب علينا كآباء وأمهات أن نشجع دائما أطفالنا ونحفزهم سواء عن طريق التواصل أو الأنشطة المختلفة ، وفيما يلي بعض الطرق المفيدة لتطوير سمع طفلك وتجنب خطورة مشكلات السمع :
– احرصي دائما على ترديد تهويدة ما قبل النوم ، حتى تألفها أذنا طفلك الصغير وتقوى قدرة السمع لديه .
– يجب أن تتفاعلي مع طفلك بكل الطرق التي تثير استجابته للأصوات ، مثل التصفيق والغناء والرقص وغيرها من المهارات التي تحفز الإدراك اللغوي والسمعي لديه ، وتقيه من مشاكل النطق و نقص الانتباه ، وفرط الحركة ، والتي لا شك ستؤثر عليه سلبا في مرحلة المدرسة .
– اقرئي لطفلك قصصا بصوت مسموع حتى ولو كان عمره غير مناسب لفهم القصة .
– احرصي على توفير ألعاب صوتية وموسيقية حتى يتفاعل معها سمع طفلك .
وأخيرا فمن الضروري أن نهتم بمراقبة و كشف سمع أطفالنا باستمرار ، وكلما كان ذلك مبكرا إلا وتجنبنا كل المشاكل المحتملة ، فكثيرة هي الدراسات التي أظهرت أن العديد من المواليد والأطفال عموما يعانون في صمت من مشاكل و عيوب ضعف السمع ، وهم معرضون لاحتمالية فقدان السمع في سن مبكرة .
مصادر :