الجمعة 29 مارس 2024

أضرار الهواتف الذكية على الأطفال : 8 مخاطر تسببها

أضرار الهواتف الذكية على الأطفال لا تعد ولا تحصى ، وفي ظل هذا التطور التكنلوجي الهائل ، أصبح لزاما علينا أن ننبهك على ضرورة التصرف السريع قبل أن تندمي في المستقبل .

 

اضرار الهواتف الذكية على الأطفال

 

لقد صار هذا الجهاز يشاركنا حياتنا الاجتماعية كفرد متطفل يسلب الألفة منا ، ويجعلنا منعزلين وعاكفين على جهاز يغوص بنا في عوالم سرمدية من اللذة الافتراضية !

والأدهى من ذلك ، أنَّ الكثير من الأمهات اللائي أعرفهن شخصيا ، أصبحن يربين أطفالهن بهواتفهن كنوع من الإلهاء ، حتى يزاولن أعمالهن ( براحتهن ) ، ويعتبرن تلك الهواتف مصدرا يقيهن إزعاج وصراخ أطفالهن المتكرر !

وهذا ما تفعله صديقتي ندى لأطفالها الصغار ، حيث يقضون جل أوقاتهم متسمرين أمام شاشات هواتفهم ، بل حتى طفلها الرضيع محمد ( عامين ) اعتاد على أن يتناول طعامه وينام بوجود موسيقى وألعاب في هاتف والدته ، ولا تجد أي مشكلة في أن ينام وهو ممسك بهاتفها كدمية حميمة !

هل ترين أن ما تفعله صديقتي ندى أمرا طبيعيا ، ولا تجدين فيه أي ضرر ؟ حسن . أدعوك لأن تعيدي النظر في رأيك بعد أن تقرئي هذه القائمة عن 8 أضرار تسببها الهواتف الذكية للأطفال :

1 – أضرار الهواتف الذكية على الأطفال وعلاقتهم بوالديهم

 

صحيح أن الهواتف الذكية مفيدة في العديد من النواحي ، ولكن بالمقابل فهي تعمل على خلق هوّة وفراغ بين الوالدين والطفل ، وبالتالي ينحل حبل الترابط الأسري شيئا فشيئا ، وتنقلب الموازين ، فتلعب الموبايلات دور المربي بشكل غير مباشر ، وتؤثر على نمو الطفل وعواطفه على المدى البعيد .

فالفرق شاسع جدا بين عالم افتراضي من الألعاب والفيديوهات الممتعة ، وبين واقع أسري يعيش أفراده حياتهم بحلوها ومرها ، فتتكون لدى الطفل نظرة تشاؤمية – وإن كان لا يدركها – في تلك اللحظة ، لكن تراكم تلك الترسبات ، سيبني شخصيته الهشة والانطوائية .

ولا داعي لعرض الأبحاث والدراسات التي تشير إلى حالات الإنطوائية والانعزال عن المجتمع الأسري التي يعيشها معظم أطفال اليوم – بل وكبارهم – .

– إذا بكى الطفل فاعطِه الجوال وسيسكت !

– إذا أردت أن تعدي وجبة العشاء دون أن يزعجك طفلك الشقي فناوليه ( مخدر ) الهاتف !

– إذا أردت أن ينام طفلك بهدوء فاتركي الهاتف في يديه بعض الوقت !

إنه واقع تعيشه أغلب الأسر ، ولا نقول بتحريم الهاتف ومنعه منعا كليا .. بل يجب عليك كأب وأم أن تحددوا بحزم وشدة وقت استخدام أطفالكم للهواتف الذكية ، كعطلة نهاية الأسبوع ، أو العطل المدرسية ، مع الحرص أن يكون التجمع العائلي دائم وأكبر من تجمع الأطفال وهواتفهم !

 

2 – الهاتف المحمول يؤثر على قدرات الأطفال العقلية

 

يعتبر الهاتف مثل فانوس سحري ، تأمره بما تشاء وهو ينفذ لك كل شيء ، فهو يقوم بالعمليات الحسابية ، ويبحث عن المعلومات ، ويسجل الصوت ، وتقضي فيه وقتا ممتعا مع لعبتك المفضلة . هذه الأوامر من شأنها أن تحد من قدرات طفلك العقلية الإبداعية ، فتنقص لديه مَلَكة التصوير والخيال ، ويصبح التطور الحسي والحسي البصري لديه بطيئا .

ونضرب مثالا بسيطا بأحد أقاربي كان يشتغل بقالا يبيع المواد الغذائية ، وكان يعتمد آنذاك على القلم والورقة في حساب أثمنة السلع ، وانتقل بعدها إلى الاستعانة بالآلة الحاسبة ، وبعد مدة طويلة من استمراره على هذا النحو ، عرضتُ عليه ذات مرة أن يقوم بحساب بعض السلع على الطريقة القديمة ( القلم والورقة ) ، فشعر بثقل كبير ، وبالكاد استطاع أن ينجز العملية الحسابية .

قد يعترض أحدكم ، ويقول أن الألعاب تحفز سرعة الإدراك للطفل وتطور الرؤية المحيطية لديه ، كما أن هذه الأجهزة تزيد من قدرته على التعامل مع عمليات البحث الالكتروني السريع على الإنترنت ، وتحسن من الوظائف البصرية .

بالفعل ، فهذه المعلومات صحيحة ، لكن فرق شاسع جدا بين الممارسة المنتظمة المعقولة وبين كثرة الممارسة التي تصل لدرجة الادمان !

أظن الرسالة وصلت !

3 – أضرار الهواتف الذكية على الأطفال ومشاكل النوم 

 

إذا تواجد طفلك والهاتف المحمول في غرفة واحدة ، فتأكدي أنه سيمضي ليلة طويلة من السهر برفقة نديمه الذي لا تمله الأعين والأنفس . ولا غرابة حين نجد العديد من الدراسات تشير إلى أن أغلب مشاكل النوم من أرق وتعب وصعوبة في الاستيقاظ للمدرسة ، ارتبطت بطريقة أو بأخرى بالهاتف الذكي .

وهذا يشمل الكبار والصغار معا . بل هناك من لا يستطيع النوم حتى يأخذ جرعته اليومية من مسكّن ( الهاتف المحمول ) فتكون آخر ما أغمضت عينيه عليه ، شعاع الهاتف المضر – ولا داعي لأن أخبرك بأضرار أشعة الهاتف على العين – ، بل هناك من ينام وسماعات الأذن تُشغّل الموسيقى دون توقف !

ولقد حذرت منظمة الصحة العالمية من مخاطر الهواتف الذكية على حاسة السمع . وقالت المنظمة : إن أكثر من مليار شخص يواجهون على المدى الطويل خطر الإصابة بمشاكل في السمع ، نتيجة ” التعرض المطول والمفرط لأصوات قوية ” .

كما أن الإشعاعات التي تصدر من الهواتف – وإن لم يثبت ضررها بصفة نهائية بعد – لا شك تؤثر على الدماغ ، وسينكشف هذا في المستقبل القريب ، فلا تظن أن وضع الهاتف قريبا من رأسك حينما تنام أمرا صحيا !

وينبه أحد الدكاترة المتخصصين ( دانييل سيجر ) على ضرورة إغلاق كل الشاشات ( هواتف – حواسيب – أجهزة لوحية – تلفاز ) قبل ساعة على الأقل من موعد النوم ، وذلك لضمان نوم طبيعي بعيد عن إشعاعات الهاتف .

 

4 – أضرار الهواتف الذكية على صحة الطفل

 

كما أشرنا سابقا ، على الرغم من عدم وجود أبحاث نهائية بخصوص أضرار إشعاعات الهواتف النقالة ، لكن حجم التحذيرات المتكررة التي تنشرها المنظمات بشكل مستمر ، تشير إلى أن الخطر حقيقي فعلا ، فالإشعاعات المنبعثة من الهاتف المحمول أكبر حتى من إشعاعات الميكرويف .

وهناك تحذيرات أيضا من خطر الإصاباة بالسرطان ، وتأثيرها على بنية الحمض النووي للطفل ، وحسب هذه الدراسات فإن دماغ الطفل يمتص هذه الإشعاعات أكثر بـ 10 مرات مقارنة بالشخص البالغ .

 

5 – الهاتف يؤثر على شخصية الطفل

 

الحديث عن دراسة سلوكيات وشخصية الطفل يتطلب كلاما كثيرا ، لكن حسبنا ها هنا أن الطفل يعيش عالما افتراضيا يرتدي فيه الجميع أقنعة تترجم ضعف أو خوف أو حقد أو غيرة …الخ ، فمن السهل جدا أن تهدد بقتل صديقك من وراء الشاشة أو تشتمه أو تسخر منه ، أو حتى تعيش معه مغامرات وأحلام لذيذة .

لكن الانتقال من هذا الواقع الافتراضي إلى واقع العالم الحقيقي حيث المواجهة المباشرة ، سيخلق ارتباكا في تفكير الشخص وكذا خللا في معرفة عواقب أفعاله . هذا للشخص الكبير ، فما بالك بالطفل الصغير !

وفي تصريح لأحد الخبراء التربويين في مجال الأطفال والمراهقين ، قال بأن الاستخدام المفرط للهواتف الذكية يصيب الطفل بخمول شديد ، ويضعف قدرته على التركيز .

والسبب في ذلك تلك المشاهدات السريعة لمقاطع الصور التي تكون على الألعاب الالكترونية في هذه الاجهزة ، الأمر الذي يؤدي إلى تخزينها في العقل الواعي واللاواعي عند الطفل ويستمر عقله باسترجاعها حتى بعدما يتوقف عن اللعب ، مما قد يتسبب بتشتته وضعف تركيزه .

 

6 – الهاتف يؤثر على التحصيل الدراسي للطفل

 

أمرا واضح جدا ولا يحتاج إلى تفصيل كبير . وعلى الرغم من أن الهواتف المحمولة تساعد في البحث عن المعلومات وإجراء العمليات الحسابية المعقدة ، ووجود تطبيقات تسهل عملية مراجعة المواد ، لكن الطفل بطبعه يمل بسرعة ، ولا يستطيع مقاومة سحر الألعاب ، وبالتالي ينقلب الهاتف النقال من وسيلة تعليمية إلى خطر مدمر ، فتتراجع نتائج الطفل ، ويتدنى مستواه التحصيلي في المدرسة .

لذا من الأفضل أن تكون هناك مراقبة صارمة من طرف الوالدين ، أو الاستعانة بإحدى التطبيقات التي تستطيع أن تتحكم بهاتف طفلك ، فتغلق عليه تطبيقات الألعاب والفيديوهات ، وتسمح فقط بتطبيقات الدراسة .

 

7 – الهاتف يؤثر على صحة الأطفال العقلية 

 

أثبتت العديد من الدراسات أن المهارات الاجتماعية للأطفال من 5 إلى 10 سنوات تتراجع بنسبة % 65 تقريبا ، وعليه فإنهم يميلون بشكل كبير إلى التصرفات العدوانية بسبب المشاهد العنيفة التي يتعرضون لها في هواتفهم ، وبالتالي يحاكونها ويسقطونها على حياتهم .

وفي إحدى الدراسات الأجنبية التي نشرت عام 2017 ، وجدت  أن زيادة الوقت الذي يقضيه الأطفال والمراهقين على الهواتف الذكية ومواقع التواصل الاجتماعي أدى إلى زيادة في نسب أعراض الاكتئاب ومحاولات الانتحار .

وأشارت دراسات حديثة أخرى أن الانغماس في الحياة الافتراضية للهواتف الذكية ، يولّد لدى الأطفال بمرور الوقت ، عدم الشعور بالمسؤولية ، والعجز عن اتخاذ قرارات مصيرية في حياتهم ، لأنهم انغمسوا في لذة اجتماعية افتراضية يتحمل فيها جهازهم المحمول المسؤولية عنهم .

 

8 – الهواتف تسبب السمنة للأطفال

 

ولا عجب في ذلك ! فالوقت الكثير الذي يقضيه الأطفال مع هواتفهم لا شك سيؤثر على صحتهم البدنية ، وسيتعرضون لمشكلة السمنة الناجمة عن قلة الحركة والنشاط البدني ، ناهيك على أن السمنة تؤدي إلى العديد من المضاعفات الخطيرة ، منها ارتفاع ضغط الدم ، واحتمالية الإصابة بالسكري والسكتة الدماغية .

 

نصائح للاستخدام الصحيح للهاتف المحمول للطفل

 

لا شك وأنت تقرأ هذا المقال ستصاب بقلق كبير ، – وربما – ستحس أن هذه الأضرار مبالغ فيها ، لكن أدعوك أن تحذر كل الحذر ، وأن لا تحاول حجب هذه الحقيقة المرعبة التي أصبحت واضحة وضوح الشمس .. بل وأنا أكتب هذه الأسطر ، يجلس بجانبي أبناء خالي الأربعة ذي ( 3 سنوات – 6 سنوات – 12 سنة – 16 سنة ) ، وهم عاكفين على هواتفهم ، لدرجة أنني أحيانا أناديهم أكثر من مرة حتى ينتبهوا إليّ .

لذا وقبل فوات الأوان ، إليك هذه النصائح الذهبية لترشيد استخدام الهواتف الذكية من طرف أطفالكم :

– يمنع استعمال الهاتف للأطفال أقل من عامين .

– الأطفال من سن عامين حتى 5 سنوات ينبغي ألا يزيد وقت استخدامهم للجوال عن ساعة واحدة ، وتحت إشراف والديهم .

– يفضل ألا يزيد وقت استخدام أطفالك لهواتفهم عن ساعتين يوميا .

– كن قدوة لطفلك فيما يخص الاستخدام المعتدل للهواتف الذكية ، عملا بقول الشاعر : ” لا تنه عن خلق وتأتي مثله  *  عار عليك إذا فعلت عظيم ” .

– ادمج طفلك بأنشطة رياضية ورحلات مدرسية ، وخصص له جولات أسبوعية للتنزه واللعب .

– تناولوا الطعام مجتمعين ، وشاهدوا التلفاز كذلك ، حتى تتشاركوا أفكاركم وتجاربكم اليومية ، ويستفيد أطفالكم منها ، بدل أن يتعلموا من هواتفهم .

– استعن بالتطبيقات التي تمكنك من التحكم بهاتف طفلك ، ومراقبة ما يفعله .

– احرص على تحقيق أقصى استفادة لطفلك الصغير من الهاتف ، وذلك بالتركيز على الألعاب الإلكترونية التفاعلية التي تحفز ذهنه للقيام بـ ( التفكير – التحليل – التخيل ) بدل أن تبقيه سارحا دون حركة أمام شاشة هاتفه .

– يجب أن لا يتواجد الموبايل بغرفة نوم الطفل .

– يجب عدم اصطحاب الأطفال لهواتفهم أثناء ذهابهم للمدرسة .

– استعن بمجموعة من الألعاب اليدوية التي تنمي مهارات طفلك الحركية والاجتماعية ، ولقد اخترنا لك أفضل هذه الألعاب في الموضوع أسفله :

اقرأ أيضا :

افضل ألعاب تنمية مهارات الطفل

مصادر :

10 Reasons You Shouldn’t Hand A Smartphone to Your Children

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *