الخميس 28 مارس 2024

التشنجات عند الأطفال : دليلك السريع للتعامل معها

التشنجات عند الأطفال تعد من أخطر الأعراض التي يمكن أن تحدث في مرحلة الطفولة ، فما هي أسبابها ؟ وما هي أعراضها ؟ وما علاجها ؟

 

نوبات تشنجات الأطفال

التشنجات عند الاطفال

تأتي التشنجات في صورة نوبات تستمر من دقيقة إلى دقيقتين ، تتصلب فيها العضلات الهيكلية وتتبدل حالة وعي الطفل مع وجود حركة لا إرادية وغير منضبطة بكامل الجسم أو جزء معين منه .

 وقد تحدث التشنجات نتيجة لمرض ما أو كرد فعل على دواء مستخدم أو بسبب حالات طبية أخرى نذكرها في الفقرة التالية .

 

أنواع وأسباب التشنجات عند الأطفال

 

لا يوجد سبب رئيسي معروف وراء حدوث التشنجات ، لكن هناك بعد المشاكل الصحية التي قد تؤدي إلى حدوثها ، منها : الالتهابات الفيروسية و المعدية البكتيرية ، والتهاب السحايا ، و الشلل الدماغي ، ونقص الأحماض و المعادن ، ومشاكل في الأوعية الدموية .

ونعرض لكم فيما يلي أنواع تشنجات الأطفال :

التشنجات الحرارية عند الاطفال

 

يطلق على التشنجات الناتجة عن الحمى بالتشنج الحموي ، ويحدث عند ارتفاع درجة الحرارة بصورة حادة ومفاجئة نتيجة للإصابة بأحد أمراض العدوى كالتهاب الأذن أو الجدري عند الرضع والأطفال .

وتعد من أكثر أنواع التشنج شيوعا عند الأطفال ، خاصة الذين تتراوح أعمارهم بين خمسة شهور إلى خمس سنوات .

تكون هذه التشنجات مصحوبة أحيانا بخروج اللعاب في شكل رغوة بيضاء من الفم ، وفي معظم الحالات لا يكون لها تأثير سلبي دائم على الطفل ولا تستلزم العلاج ، إلا أنها قد تزيد خطر الإصابة بمرض الصرع .

كما أنها غالبا ما تتكرر لذلك يجب السيطرة على درجات الحرارة عند الأطفال الأكثر عرضة لهذه التشنجات وذلك من خلال :

– وضع كمادات باردة  .

– تأكدي من حصول طفلك على ما يكفي من الماء .

– تناول الخضروات والأطعمة الغنية بالمعادن و الفيتامينات .

اقرأ أيضا :

أسباب ارتفاع حرارة الطفل

 

أسباب التشنجات الحرارية عند الأطفال

 

أكثر ما يكون عرضة لهذا النوع من التشنجات هم :

– الأطفال الذين لديهم أقارب عانوا من نوبات الحمى من قبل ، خاصة من الإخوة والأخوات .

– الأطفال الذين يعانون من تأخر في النمو أو قضوا أكثر من 28 يوما في وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة .

– الأطفال الذين أصيبوا بنوبة حموية في الماضي يكونون أكثر عرضة للإصابة بنوبة ثانية .

– يمكن أن تستمر نوبة التشنج الحموي لمدة تصل إلى خمس دقائق بحد أقصى ، إذا تعدت هذه المدة فمن الضروري استدعاء سيارة الإسعاف .

التشنجات عند الاطفال ( نوبات الصرع )

 

الصرع هو حالة عصبية مزمنة تنطوي على نوبات متكررة لا تسببها أي حالة أخرى معروفة . ويحدث نتيجة لإطلاق شحنات كهربية غير طبيعية في الدماغ .

يشتمل الصرع على أنواع عديدة من النوبات منها :

 

التشنجات عند الأطفال ( النوبات الجزئية )

 

يحدث الخلل الكهربي في جزء معين من الدماغ وبالتالي تحدث التشنجات في جانب واحد من الجسم ، وتنقسم إلى نوبات بسيطة يكون فيها الطفل يقظا ، ونوبات معقدة يكون الطفل غير واعي ولا يتذكر ما حدث بعد انقضاء النوبة .

قد تشمل التشنجات أجزاء أخرى من الجسم مع تطور النوبة :

 

النوبات التوترية الرمعية أو نوبة الصرع الكبرى

 

تشمل جزء أكبر من الدماغ ، وتعرف بحدوث تشنج عضلي لا يمكن السيطرة عليه ، ويستمر لبضع دقائق ، تليه فترة من الدوار تسمى فترة ما بعد النوبة .

قد يعاني الطفل من سلس البول ، وفي بعض الأحيان يؤدي التشنج إلى حدوث إصابة  قد تتراوح من جرح صغير في اللسان إلى كسر في العظام .

يعود الطفل إلى حالته الطبيعية خلال 15 دقيقة – باستثناء الشعور بالإرهاق – غير متذكر لأعراض النوبة .

 

التشنجات غير الصرعية

 

هي تشنجات تبدو وكأنها ناتجة عن الإصابة بالصرع ، إلا أنها لا تنتج عن اضطرابات كهربائية في المخ ، وإنما تنتج عن الإجهاد النفسي والعقلي .

يوصي الأطباء بالعلاجات النفسية ، مثل العلاج السلوكي للمساعدة في علاج التشنجات غير الصرعية .

 

متلازمة راي ( Reye’s syndrome )

 

هي متلازمه تصيب الأطفال تحت سن 12 سنة ، وتؤثر على جميع أعضاء الجسم خاصة الدماغ والكبد ، ومن أعراضها حدوث تشنجات عند الطفل .

ربطت الأبحاث بين استخدام الأسبرين عند الأطفال تحت سن 12 سنة وزيادة خطر الإصابة بمتلازمة راي ، لذلك يحذر من صرفه للأطفال .

 

خلل الحركة الانتيابي ( PKD )

 

يعد حالة وراثية نادرة تنتقل من الآباء إلى الأبناء ، وتسبب التشنجات عند تعرض الشخص لحركة مفاجئة مثل الذهول أو الوقوف .

تستمر التشنجات عادة لفترة أقل من خمس دقائق ولكن يمكن أن تستمر لفترة أطول في بعض الحالات . وتقل عدد النوبات التي يعاني منها الطفل كلما زاد في العمر .

توصلت بعض الأبحاث إلى أن الأدوية المضادة للتشنجات ، مثل كاربامازيبين لها دور فعال في علاج هذا النوع .

 

التفاعلات الدوائية

 

في بعض الحالات النادرة ، يمكن أن تسبب بعض الأدوية نوبات التشنج عند الأطفال .

 

تشنجات نقص الكالسيوم

 

من الشائع أن يعاني بعض الأطفال – خصوصا الرضع –  من نقص نسبة الكالسيوم في أجسامهم ، والتي تعود  إلى العديد من الأسباب منها : 

– ولادة الطفل بنقص في الكالسيوم بسبب إصابة أمه بإحدى الأمراض ( السكري مثلا ) .

– وجود نقص في فيتامين د .

– وجود خلل في وظيفة الغدة الدرقية .

– الولادة المبكرة .

وتظهر أعراض هذا النقص على شكل تشنجات عضلية ، بالإضافة إلى قلة نوم الطفل والعصبية الزائدة .

 

التشنجات عند الأطفال حديثي الولادة

 

يأتي نقص الكالسيوم أو الجلوكوز كأحد أهم الأسباب لحدوث التشنجات عند حديثي الولادة والرضع ، ويمكن أن تحدث أيضا بسبب :

– ارتفاع نسبة الصفراء في الدم .

– التهاب الحمى الشوكية .

– احتباس الماء في المخ .

– نقص الأكسجين .

– انتقال الميكروبات من الأم إلى الجنين أثناء فترة الحمل .

ويتم علاج التشنج بناء على النوع المسبب له .

 

التشنجات عند الأطفال أثناء النوم

 

غالبا ما يحدث هذا التشنج ليلا أثناء النوم أو عند الاستيقاظ ، ويحدث نتيجة لعدم انضباط تقلص العضلات ، ويمكن أن يحدث في الظهر أو الرقبة ، أو الوجه أو الساقين ، ويشمل العلاج تخفيف أعراض التشنج عن طريق إبطاء الجهاز العصبي المركزي .

 

تشنجات أخرى

 

يمكن أن يؤدي التهاب السحايا و مشاكل القلب أو وجود الأورام إلى حدوث التشنجات ، إلا أنه في بعض الأحيان يكون سبب أعراض التشنج عند الأطفال غير معروف .

 

أسباب تشنج الأطفال أثناء البكاء

 

من الشائع أيضا أن يتعرض الطفل لتشنجات أثناء البكاء أو العصبية ، وذلك بسبب تسارع أنفاسه التي لا تسمح بوصول أكسجين كاف للقلب ، وبالتالي يحدث نقص في كمية الدم الواردة للدماغ فيحدث التشنج . ومن أعراضه :

– ازرراق في الوجه عند البكاء الشديد .

– تسارع وانقطاع في الأنفاس .

– فقدان الوعي .

في العموم فإن هذه التشنجات لا تشكل أي خطر على صحة الطفل إذا كان لا يشكو من أمراض مزمنة ( السكري – فقر الدم – القلب … ) ، ويجب التصرف بهدوء ودون انفعال حينما تحدث نوبة التشنج .

 

أعراض التشنجات عند الأطفال

 

يسهل التعرف على بداية نوبات التشنج من الأعراض التالية :

– نقص وعي الطفل أو فقدان الوعي .

– اهتزازا العينين بشكل سريع .

– قد يميل لون الوجه إلى الحمرة أو الزرقة .

– حدوث تغيرات في تنفس الطفل .

– تصلب الذراعين والساقين أو الجسم كله .

– حركات متشنجة في الذراعين أو الساقين أو الجسم أو الرأس .

– عدم السيطرة على الحركة .

– عدم القدرة على الاستجابة .

تستمر هذه الأعراض من بضع ثوان إلى عدة دقائق ، وفي حالة التشنج الحموي قد يتصرف الطفل بغرابة بعد انتهاء النوبة وقد ينام نوما عميقا لمدة ساعة أو أكثر .

 

ما مدى شيوع التشنجات عند الأطفال ؟

 

وفقا لمركز السيطرة على الأمراض ( CDC ) ، ففي عام 2015 عانى 470.000 طفل في الولايات المتحدة من التشنجات . وكانت نسبة صغيرة جدا منهم تعاني من التشنجات الناتجة عن الصرع ( بمعدل طفل واحد فقط من بين كل 100 طفل ) ، أما حوالي نصف الحالات المسجلة كانت تعاني من التشنجات الحموية .

 

كيف تتعامل مع الطفل أثناء نوبة التشنج ؟

 

يجب أن توجه جهودك الأولية نحو حماية الطفل من التعرض للإصابة ، وقد أصدر مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها ( CDC ) مجموعة من النصائح والإرشادات ، نذكر منها :

– ساعد الطفل على الاستلقاء حتى لا يسقط ويؤذي نفسه .

– أبق طفلك بعيدا عن الأجسام الصلبة والحادة .

– قم بإزالة النظارات أو أي شيء يحيط بعنق الطفل مثل العقد .

– ضع شيئا ناعما ومسطحا تحت رأس الطفل .

– ضع الطفل على جانبه حتى يتمكن من التنفس بشكل أسهل .

– لا تحاول وضع أي شيء في فم الطفل سواء سوائل أو أدوية .

– تحقق على الفور مما إذا كان الطفل يتنفس . وفي حال وجود مشكلة بعملية التنفس استدع سيارة الإسعاف للحصول على المساعدة الطبية الفورية .

– بعد انتهاء النوبة ، ضع الطفل على جانب واحد وابق معه حتى يستيقظ تماما ، وراقب تنفس الطفل . وفي حال وجود مشكلة استدع سيارة الإسعاف .

– في حال استمرت النوبة لمدة تفوق الخمس دقائق ، الجأ للرعاية الطبية الفورية .

 

خطورة ومضاعفات تشنجات الأطفال

 

التشنجات بشكل عام غير خطيرة إلا في حال تسببها بإصابات و أضرار للطفل ، أو تطورها للحالات الصرعية ، وفي معظم الحالات تقل حدة ومدى تكرار التشنجات أو قد تتراجع نهائيا مع التقدم في العمر ، ومع ذلك قد تستمر حاجة بعض الحالات للعلاج حتى بعد تخطي مرحلة البلوغ .

 

علاج التشنجات عند الأطفال بالأدوية

 

بعد إجراء تشخيص كامل من قبل الطبيب المختص ( رسم المخ – الرنين المغناطيسي ، الصورة المقطعية ) ، يتم وضع خطة علاج فردية لكل حالة  ، ويتابع الطبيب الجرعات واستجابة الطفل للعلاجات المختلفة .

ومن الضروري جدا الالتزام بتعليمات الطبيب ومواعيد الدواء ، وفي حالة ظهور أعراض جانبية بسبب هذه الأدوية ، يتم استشارة الطبيب على الفور حتى يقوم بعمل الفحوصات اللازمة لمدى استجابة جسم الطفل للدواء .

 

علاج التشنجات عن طريق تحفيز العصب المبهم

 

علاج يستعمل عند الأطفال فوق سن 12 والذين لم ينفع معهم العلاج الدوائي ، وتتم هذه العملية بزراعة جهاز ( بطارية ) أسفل الجلد بالصدر ، ثم يتم تمرير أسلاك تحت جلد الرقبة لربط البطارية بالعصب المبهم .

ويقوم هذا الجهاز بإرسال موجات ونبضات كهربائية للدماغ عن طريق العصب المبهم ، ويساعد كثيرا في الحد من نوبات التشنج .

وفيما يلي فيديو لأخصائي طب الأطفال الدكتور محمدالدسوقي ، يتحدث فيه عن مخاطر التشنجات الحرارية عند الأطفال ، وطرق التعامل معها .

مصادر :

Seizures in Children Causes, Symptoms, Types, and Treatment

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *