الثلاثاء 19 مارس 2024

ضعف السمع عند الأطفال : أسبابه وطرق علاجه

ضعف السمع عند الأطفال موضوع يجب أن تنتبه له كل أسرة ، فلقد كشفت دراسة أجرتها منظمة الصحة العالمية عام 2012 أن 32 مليون طفل في العالم يعانون من مشكلة ضعف السمع .

كما أضافت منظمة الصحة العالمية أيضا ، أن 60 بالمئة من ضعف أو فقدان السمع لدى الأطفال يرجع إلى أسباب يمكن الوقاية منها ، فما هي أسباب ضعف السمع ؟ وما هي طرق علاجه ؟

 

ضعف السمع عند الأطفال

 

يشير ضعف السمع ( hearing impairment ) أو فقدان السمع أو الصمم إلى عدم قدرة الشخص على سماع الأصوات بشكل جزئي أو كلي تحت التردد القياسي العادي للسمع ، وهو حوالي 25 ديسيبل أو أكثر في كلتا الأذنين . وتتراوح شدة الإعاقة السمعية وفق الترددات الآتية :

25 – 40 ديسبل : إعاقة سمعية بسيطة .

40 – 65 ديسبل : إعاقة سمعية متوسطة .

65 – 90 ديسبل : إعاقة سمعية شديدة .

90 فما فوق : إعاقة سمعية شديدة جدا .

 

أنواع ضعف السمع عند الأطفال

 

تندرج معظم حالات نقص السمع الشائعة عند الأطفال إلى الأنواع الآتية :

1 – ضعف السمع التوصيلي

يحدث عادة عندما يؤثر شيء ما على مرور الموجات الصوتية في قناة الأذن ، ويعد التهاب الأذن الوسطى أبرز علاماته ، ويواجه الأطفال عند الإصابة مشاكل وضعف في التقاط بعض الترددات الصوتية .

2 –  ضعف السمع ( حسي – عصبي )

يحدث فقدان السمع الحسي العصبي عندما تتضرر خلايا الأذن الداخلية للطفل ، أو يحدث تلف على مستوى الأعصاب التي تصل الأذن الداخلية بالدماغ . ويعد هذا النوع الأكثر شيوعا عند الاطفال ، ويتأثر مستوى سمعهم بشكل كبير ، حيث يجعل سمعهم ضعيفا لدرجة أن الأصوات الصاخبة تصل إلى آذانهم بشكل جد خافت !

وأحيانا يمكن أن تعود أسباب هذه الحالة إلى العوامل الوراثية ، أو الصدمات النفسية ، أو أمراض الرأس ، أو التعرض للضوضاء الصاخبة ، أو الآثار الجانبية للعقاقير .

3 – ضعف السمع المختلط

في بعض الأحيان ، قد يحدث ضعف السمع التوصيلي وضعف السمع الحسي العصبي معا ، مما يعني إصابة في الأذن الداخلية والأذن الوسطى ، وبالتالي تحدث مشكلة ضعف أو فقدان السمع .

4 – اضطرابات المعالجة السمعية

تحدث اضطرابات المعالجة السمعية عندما يواجه الدماغ صعوبة في معالجة أو تحويل الأصوات إلى رسائل ذات معنى ، مثل الكلام ، فيواجه الطفل مشكلة في تمييز وفهم مصدر الصوت .

 

أسباب ضعف السمع لدى الأطفال

 

– تحدث أكثر حالات ضعف السمع نتيجة عوامل وراثية منذ الولادة والتي تشكل نسبة تصل إلى 50 بالمئة ، حيث يرث الطفل جينا غير طبيعي من أحد الوالدين ، مما يؤثر على قدرة السمع لديه .

يمكن أن يعاني الطفل من ضعف السمع بسبب عوامل غير وراثية ، وتتمثل في :

– انخفاض وزن الجنين عند الولادة .

– مرض السكري لدى الأم .

– أمراض ناجمة عن فيروسات مثل فيروس الهربس البسيط ، فيروس الروبيلا ( الحصبة الألمانية ) .

– إصابات الولادة .

– تسمم الدم خلال فترة الحمل .

– التهابات بالأذن ، وهي شائعة بين الأطفال .

– رضوض وإصابات الرأس المختلفة .

– الجذري والحصبة .

– التهاب السحايا .

– التهاب الدماغ .

– التعرض للضوضاء الصاخبة  في سن مبكرة جدا ( في المسارح أو الحفلات…) ، يمكن أن يسبب ضعفا في قدرة السمع لدى الطفل .

– قد يصاب بعض الأطفال بفقدان السمع الفجائي ، على الرغم من أنه نادر الحدوث ، ويحدث بسبب الحساسية المفرطة للأذن الداخلية أو الخارجية .

أعراض ضعف السمع عند الأطفال

 

عندما يتجاهل طفلك نداءك ، قد تعتقدين أنه يتعمد ذلك ، ولا ينتابك أدنى شك بوجود مشكلة في قدرته على السمع ، ولكن الحقيقة عكس ذلك ، فكيف نميز علامات و اعراض ضعف السمع عند الأطفال ؟

– كثيرا ما تلاحظين شرود طفلك وعدم انتباهه ، وكأنه غير آبه بما يجري حوله .

– حينما يشاهد طفلك التلفزيون ؛ تلاحظين أنه يرفع مستوى الصوت بشكل كبير جدا .

– ضعف التركيز والانتباه في الفصل الدراسي قد يكون ناتجا عن مشاكل في السمع .

– يطلب منك مرارا أن تكرري جملتك أو طلبك .

– أحيانا ، تلاحظي اقتراب طفلك منك حتى يسمع ما تقولينه جيدا .

– ينظر إليك طفلك بتركيز شديد وكأنه يحاول قراءة الكلام من شفاهك .

– تلاحظين أن طفلك يتحدث بصوت عال .

– يشكو من ألم في الأذن أو سماع أصوات و طنين لا يستطيع الآخرون سماعها .

 

كيف يتم فحص السمع ؟

 

يستعين الأطباء بمجموعة متنوعة من الاختبارات التي تشمل تقييم مستوى و درجات السمع عند الأطفال ، واحتمالية وجود إعاقة سمعية ومدى شدتها ، وتوصي التقارير والأبحاث الطبية بضرورة إجراء الأطفال لفحص السمع في المراحل الآتية :

– في بداية مرحلتهم الدراسية .

– عند بلوغ سن السادسة أو الثامنة .

– مرة واحدة خلال المرحلة الدراسية المتوسطة .

– مرة واحدة خلال المرحلة الدراسية الثانوية .

وتشمل اختبارات فحص السمع ، المراحل الآتية :

استجابة السمع الدماغي ( ABR )

هي واحدة من الاختبارات الأكثر شيوعا للتحقق من قدرات السمع عند الأطفال حديثي الولادة ، ومع ذلك فقد لا تكون هذه الاختبارات قادرة على كشف وجود إعاقات سمعية خفيفة أو معتدلة عند الرضع .

اختبار الانبعاثات ( otoacoustic )

يشمل هذا الاختبار الأطفال الرضع القادرين على الجلوس ، الشيء الذي يمكن الطبيب المختص من تثبيت مسبار صغير متصل بجهاز الكمبيوتر في قناة الأذن للتحقق من استجابة القناة السمعية للصدى .

اختبار  طبلة الأذن ( Tympanometry )

هو إجراء تشخيصي يسمح للطبيب بالاطلاع على كيفية تحرك طبلة الأذن عند انتقال الصوت عبر قناة الأذن .

اختبار الانعكاس الصوتي

يقوم هذا الاختبار بالتحقق من مدى استجابة الأذن للأصوات العالية عن طريق إثارة رد الفعل المنعكس ، حيث يتم وضع طرف من المطاط الناعم في قناة الأذن لاختبار ردود الفعل للأذن ، وذلك من خلال تعريضها لأصوات وفق ترددات سمعية مختلفة .

اقرأ أيضا :

اختبار السمع للأطفال

 

علاج ضعف السمع عند الأطفال

 

يُعتمد في علاج مشكلات السمع لدى الأطفال على تشخيص حدة درجة الإعاقة السمعية و تحديد أهم الأسباب الكامنة وراءها ، وبالتالي يمكن للطبيب أن :

– يصف مجموعة من المضادات الحيوية إذا كان سبب المشكلة حدوث التهاب في الأذن الوسطى ، وغالبا ما تختفي المشكلة مع استمرار العلاج .

– يمكن أن تساعد العمليات الجراحية في علاج أنواع معينة من ضعف السمع الطفيف الناجم عن تراكم الشمع أو غيرها من الأجسام التي تعيق قناة الأذن .

– قد يستخدم الطبيب جهاز السماعات ، والذي يستخدم لمساعدة الأطفال الذين يعانون من فقدان السمع الحسّي العصبي ، حيث لا يمكن علاجه من خلال الأدوية أو الجراحة .

– قد يلجأ الطبيب إلى عملية زراعة القوقعة الصناعية في حالات ضعف السمع الشديد أو الشديد جدا ، وهي عبارة عن جهاز مزروع جراحيا يساعد في تحويل الأصوات إلى نبضات إلكترونية ، ثم يتم نقلها عبر الأذن الداخلية .

 

الوقاية من ضعف السمع

 

يمكن تجنب مشاكل تعرض الطفل للإعاقة السمعية باتخاذ الاحتياطات الآتية :

– تجنبي تعريض طفلك للضوضاء العالية ، أو الموسيقى الصاخبة ، خاصة في مراحل عمره الأولى ، لأنها تؤثر بشدة على طبلة الأذن .

– لا تسمحي لطفلك باستخدام سماعات الرأس أو سماعات الأذن ؛ حتى يبلغ على الأقل ما بين ست إلى سبع سنوات ، لأنها تؤدي لمشاكل عديدة في الأذن .

– لا تدعي طفلك يلعب بألعاب صغيرة أو أشياء يمكن وضعها داخل الأذن ؛ وبالتالي إتلافها .

– عند حضور حفلات صاخبة أو أماكن تنبعث منها أصوات وموسيقى عالية ، استخدمي واقيات الأذن أو المقابس لكي تحمي سمع طفلك من الضوضاء الشديدة .

 

كيفية التعامل مع فقدان السمع عند الأطفال

 

1 – تعلم لغة الإشارة

عندما يعاني طفلك من فقدان السمع أو الصمم الكلي ، تكون لغة الإشارة هي الأسلوب الوحيد للاتصال ، ولهذا ننصحك بطلب مساعدة أحد المحترفين لمساعدة طفلك وتعليمه هذه اللغة بسرعة .

2 – التعليم الخاص

هناك العديد من المدارس والمؤسسات الخاصة بالأطفال الذين يعانون من فقدان السمع . تحدثي إلى معلم لغة الإشارة أو ابحثي عن جمعيات متخصصة تعنى بمشاكل الصم ، والتي لا شك ستقدم لكم الدعم اللازم للتعايش مع هذه الإعاقة .

3 – الدعم الاجتماعي والعاطفي

سواء أصيب الطفل بفقدان السمع التام ، أو ضعف السمع ، فإن هذا الأمر سيؤثر على حياته الإجتماعية والدراسية ، وهنا يجب على الأبوين توفير كل ما يلزم من وسائل الدعم الطبية والنفسية ، لمساعدة الطفل على تجاوز إعاقته وبالتالي التعايش مع محيطه .

مصادر :

Hearing Impairment in Children

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *