متى يبدأ الطفل بالكلام ؟ سؤال تطرحه العديد من الأمهات ، وللإجابة عنه نحتاج إلى توضيح مراحل تطور الكلام عند الأطفال ، وكيفية تعليمهم مهارات النطق ، وهو ما ستجدينه في هذا المقال .
متى يبدأ الطفل بالكلام ؟
عندما يأتي الطفل إلى هذا العالم لا تكون أجهزته الإدراكية أو الصوتية قادرة بعد على إصدار الكلام . ولكنها مع ذلك تكون مبرمجة بشكل عام بحيث تكتسب هذه القدرة بناء على عملية نضج للجهاز العصبي المركزي .
وأول خطوة يخطوها الوليد في هذا السبيل هي تلك التي تظهر نمو قدرته على تمييز الأصوات ، وقد أشارت الأبحاث العلمية أن الطفل ذا الشهرين أو الثلاثة أشهر يستطيع أن يميز بين الأصوات الكلامية من الفئات الصوتية المختلفة ( أي التي تصدر من أماكن مختلفة من الأجهزة الصوتية ) .
وبالإضافة إلى ذلك فإن الأطفال سرعان ما يكتسبون القدرة على التمييز بين أنواع النغمات الصوتية المختلفة ، وأن يربطوا بينها وبين أحداث موقفية معينة . فقبل نهاية السنة الأولى يستطيع الأطفال أن يستجيبوا لأوامر مثل ” لا ” أو ” لا تلمس هذا ” أو ” تعال لماما ” وذلك قبل أن يستطيعوا أن يصدروا أي كلمة من ناحيتهم بوقت طويل .
مراحل تطور الكلام عند الأطفال
لكي نجيب بالتفصيل على السؤال الجوهري : متى يبدأ الطفل بالكلام ؟ ، فلا بد من معرفة مراحل تطور الكلام لدى الطفل والتي نوردها كالآتي :
من الولادة إلى الشهر الثالث
عند الولادة تكون حصيلة الطفل الصوتية مقتصرة على البكاء ، وربما قليل من أصوات النخير ( الصادرة من الخياشيم ) وأصوات القرقرة ( الصادرة من الحنجرة ) ، وكأن الطفل في بداية هذه المرحلة يقوم بتجربة أداء الحبال الصوتية .
وبعض مضي شهر إلى شهر ونصف تقريبا ، يبدأ الطفل يصدر أصواتا يطلق عليها ” المناغاة ” وهي تمتمات وآهات أقرب إلى الهديل ( صوت الحمام ) .
من الشهر الثالث إلى الشهر السادس
في هذه المرحلة يبدأ الطفل بتشكيل أصوات هي في الواقع مركبة من الأحرف الساكنة والمتحركة معا ، أي مقاطع من حرفين أو أكثر . وبعض هذه المقاطع قد يشبه الكلمات مثل : ” ماما ” ، ” بابا ” ، ” دادا ” .
وتتطور قدرة الطفل في إصدار الأصوات وتركيب المقاطع المختلفة وإحداث إيقاعات تشبه إلى حد ما كلام الكبار . ويحدث هذا بالطبع كنوع من المحاكاة والتقليد لما يقوم به الكبار عند الكلام .
في عمر 12 شهرا
في أواخر السنة الأولى يبدأ الأطفال في استعمال بعض الإشارات لجذب انتباه الكبار لما يريدون الحصول عليه ، ويتمثل ذلك في إشارات تحمل معنى ” انظر ” أو ” ما هذا ؟ ” أو ” اعطني ” ، كما سيتمكن الأطفال من نطق كلمة ” ماما ” ، ” بابا ” بشكل كبير ومتكرر ، وهذا أمر لا شك سيسعدك كأم .
حتى 18 شهرا
يبدأ الطفل في هذه المرحلة بتكوين بعض الكلمات الأساسية والتي ستكون في الغالب أسماء أشياء يومية مثل : لعبة – حذاء – قنينة رضاعة …ويرتبط نطقه لهذه الأشياء بمدى احتياجه لها ، فنطقه لكلمة ” قنينة ” مثلا ، قد يدل على أن الطفل جائع ، كما يعبر الطفل في هذه المرحلة عن رفضه لشيء ما بنطقه لكلمة ” لا ” مع تحريك رأسه .
حتى 24 شهرا
بحلول عامين يدخل الطفل في مرحلة يطلق عليها ” نسخ الكلمات ” ، حيث سيحاول تقليد المحادثات والكلمات التي تدور بين أفراد العائلة ، ويحاول أن يلتقط أكبر قدر ممكن من الجمل والكلمات والتي قد تصل إلى 50 كلمة بناء على الأبحاث العلمية .
حتى 36 شهرا
في هذه المرحلة يشير الطفل الصغير إلى نفسه والآخرين بصيغة الضمير ، مثل : ” أنا ” و “هو ، هي ” ، ويكون الطفل آنذاك مستعدا في الدخول إلى حوار لطيف وممتع مع الأبوين ، وننصح في هذه المرحلة أن تمنحوا الطفل التشجيع والإطراء على أي جملة أو كلمة تمكن من قولها .
كيفية تعليم الطفل الكلام
نقترح عليك الخطوات التالية التي يمكن أن تساعد طفلك على تطوير مهارات النطق والتحدث بشكل أفضل :
1 – تحدثي إلى طفلك مبكرا
خلال الأشهر الثلاثة الأولى يكون الطفل أشبه بمذياع يستقبل مختلف الترددات الصوتية ، لذا من الضروري أن تبدئي بالتحدث إليه بلطافة ومداعبة وابتسامة منك ، وسيمكنه ذلك من استيعاب أجزاء من الأصوات ، وقد ثبت أن الأطفال الذين اعتادوا على أن يسمعوا كلمات ومناغاة من أبويهم تكون لهم قدرة النطق أكبر من الذين لم يتحدثوا معهم خلال أشهرهم الأولى .
2 – القراءة والغناء
احرصي على أن تقرئي على مسامع طفلك قصصا بغض النظر عن استيعابه لها أم لا ، أو غني له أغنية جميلة قبل النوم ، حيث يساعد ذلك على ترسيخ مفردات اللغة في عقله .
3 – صفي الأشخاص والأشياء
عقل الطفل وحواسه يتفاعل مع أي شيء مسموع أو ملموس بدقة وتركيز ، لذا في هذه المرحلة ينصح بتسمية الأشياء ووصفها لطفلك باستمرار ، مثال : هذا لون أصفر ، هذا أحمر ، هذه برتقالة ، هذا عمو ، هذا جدو …ويؤدي ذلك إلى تقوية ارتباط الجسم بالاسم ويحسن بشكل كبير من مفردات الطفل .
4 – اطرحي مزيدا من الأسئلة
يساعد طرح الأسئلة على طفلك في محادثاتكما اليومية على تقوية الانتباه والتفكير لديه ، فحين يخبرك بمشكلة ما أو يطلب شيئا ما ، فحاولي أن تبادريه بأسئلة متنوعة حتى يفكر بالإجابة وبالتالي تصقل مهارات التواصل اللغوي لديه .
اقرأ أيضا :
مصادر :