سنتحدث في موضوع اليوم عن مشكلة حقيقية طالت الكبار والصغار معا ، لكن تأثيرها مدمر للأطفال على وجه الخصوص ، وهو اختلال معدل النوم الطبيعي ، وعدم أخذ الوقت الكافي والصحي للنوم .
فكثيرا ما نجد الطفل يستيقظ للمدرسة منزعجا ، وتبدو عليه آثار النوم في الفصل ، بالرغم من أنه نام قرابة سبع ساعات ليلا ، وهذا الاعتقاد خاطئ جدا ، لأن النوم يتطلب تهيئة وانضباطا واستعدادا ، وليس إرغاما وإجبارا .
فوائد النوم للأطفال
إذا سمعت أحدهم يقول لك بأن النوم أهم من الغذاء فلا تستغرب أبدا ! فالنوم هو ذلك الغطاء السحري الكامل الذي يعمل على تمثيل النمو الغذائي والبدني للجسم ، ويحافظ على النشاط الذهني ويقوي المناعة ، وفيما يلي أهم فوائد النوم :
النوم يحفز هرمون النوم
إذا انتبهت يوما أن طول طفلك قد زاد بمقدار ضئيل بين ليلة وضحاها ، فلا شك وأنه نال ليلة نوم عميقة ، فلقد أثبتت الدراسات أن هرمون النمو ينشط عندما يكون الشخص نائما بعمق .
النوم يقوي عمل الدماغ
حينما ننام فإن الدماغ يقوم بعدة مهام ، منها ترتيب المعلومات والأشياء التي مرت عليك في يومك ، وترسيخها في نظام ذاكرة جد متطور ، كما يقوم بأمر العضلات بالاسترخاء ، وقد تتشكل الأحلام حينها ، وكل ذلك لكي تحقق أقصى درجات الراحة والاسترخاء .
النوم يقوي نظام المناعة
هناك احتمالية جد كبيرة لإصابة الأطفال الذين لا ينالون وقتا كافيا من النوم ، بأمراض مثل نزلات البرد الشائعة وغير ذلك من أنواع العدوى ، في حين لوحظ أن الأطفال الذين ينامون بشكل طبيعي وجيد ، يكتسبون قدرة ومناعة ضد هذه الأمراض .
النوم يحمي الصحة العقلية
اختلال نظام النوم عند الأطفال قد يسبب لهم مشاكل مثل الأرق واضطرابات النوم ، لذا فقد يصاب الأطفال بمرض العصر الفتاك ( الإكتئاب ) وهم بعد ورود يانعة ، فيجب الحذر والانتباه لهذا الأمر .
النوم يحسن الحالة النفسية
أثبتت الدراسات العلمية أن عدم أخذ الوقت الكافي من النوم يؤثر بشدة على الحالة المزاجية للإنسان ، حيث تطغى المشاعر والأفكار السلبية ، وهذا يعود بالضرر على الجسم والعقل .
النوم يمنح طفلك طاقة ونشاطا
جربي أن تمنحي طفلك ليلة نوم يسودها الاسترخاء التام ، والانضباط في موعد النوم ، وستجدين طفلك قد استيقظ وهو مفعم بالنشاط والحيوية ، وذلك سيؤثر على نفسيته وصحته ودراسته .
النوم ينظم الوزن
بالرغم من أن العلاقة بين الوزن والنوم غير دقيقة ، لكن ثبت أن الأطفال الذين ينامون بشكل أقل يميلون إلى اكتساب وزن أكبر بالمقارنة مع الأطفال الذين ينامون بشكل كاف ، ويعتقد بعض الباحثين أن التعب والخمول الناتج عن الحرمان من النوم يمكن أن يؤثر على نمط حياة الشخص سلبا ، وبالتالي يزيد وزنه .
عدد ساعات نوم الأطفال حسب العمر
بعد أن حددنا فوائد النوم العظيمة وما له من تأثير على صحة البدن والعقل ، سننتقل الآن إلى تحديد معدل ساعات النوم الطبيعي للأطفال .
مرحلة ما قبل المدرسة ( من 3 إلى 5 سنوات )
يحتاج الأطفال في هذه المرحلة إلى عدد ساعات نوم شبه كبيرة ، فطبيعة جسدهم الذي انتقل من طور الرضاعة إلى استقبال نمط جديد من الحياة ، يجعلهم يحتاجون إلى وقت أطول للنوم ، وفيما يلي معدل ساعات النوم لهذه الفئة :
السن | عدد ساعات النوم نهارا | عدد ساعات النوم ليلا |
3 سنوات | 1 – 3 ساعات | 10 – 13 ساعة |
4 سنوات | 0 – 2.5 ساعة | 10 – 13 ساعة |
5 سنوات | 0 – 2.5 ساعة | 10 – 13 ساعة |
مرحلة المدرسة ( من 6 إلى 13 سنة )
على عكس الأطفال الأصغر سنا الذين يبقون في المنزل معظم الوقت ، لا يحتاج الأطفال الذين يدرسون في المدرسة إلى نوم أو قيلولة خلال النهار ، ويمكن تعويضها بنوم عميق في الليل ، وفيما يلي معدل ساعات النوم لهذه الفئة :
السن | عدد ساعات النوم ليلا |
6 سنوات | 10 ساعات و 45 دقيقة |
7 سنوات | 10 ساعات ونصف |
8 سنوات | 10 ساعات و 15 دقيقة |
9 سنوات | 10 ساعات |
10 سنوات | 9 ساعات و 45 دقيقة |
11 سنة | 9 ساعات ونصف |
12 سنة | 9 ساعات و 15 دقيقة |
13 سنة | 9 ساعات |
الأطفال المراهقين ( من 14 إلى 17 سنة )
كلما تقدم الطفل في السن نلاحظ أنه عدد ساعات نومه تقل مقارنة بالمراحل التي سبقتها ، وذلك راجع لما تتطلبه تلك المراحل من تغيرات في الجسد ونموه .
ومن الناحية المثالية الطبيعية ، يجب على المراهقين الذين تتراوح أعمارهم ما بين 14 و 17 سنة الحصول على ما لا يقل عن ثمان إلى عشر ساعات من النوم كل ليلة ، ويختلف عدد الساعات باختلاف نمط حياة الطفل .
الشباب ( من 18 سنة فما فوق )
يحتاج الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم ما بين 18 سنة وما فوق من 7 إلى 9 ساعات من النوم كل ليلة . وقد تتغير هذه الساعات على حسب نشاط الشخص البدني والنفسي الذي مر عليه في يومه .
كيف أساعد طفلي على النوم
تعويد الأطفال على نمط نوم صحي وطبيعي يكون بالتدريج ، وباللجوء إلى برنامج متنوع يمهد للنوم المريح ، وتذكروا أن إرغام الطفل على النوم في وقت محدد قد يسبب له انزعاجا وعصبية تحرمه من النوم وتؤثر على حالته المزاجية ، ولقد اخترنا لكم بعض الاقتراحات التي يمكنكم مداومتها مع أطفالكم .
– عودي طفلك على أخذ حمام سريع قبل نومه ، حيث سيمنحه انتعاشا وشعورا بالاسترخاء .
– اختاري له قصة جميلة واطلبي منه أن يقرأها قبل أن يخلد إلى النوم .
– حاولي أن تزيلي كل ما من شأنه أن يشغل عقل الطفل ، مثل الأضواء أو الألعاب .
– حافظي على هدوء غرفة طفلك ، وأزيلي أي شيء يسبب الضوضاء .
– هذا البرنامج ساري المفعول مطلقا ، سواء في أيام الدراسة ، أو أثناء العطل .
نحن نعلم مدى صعوبة تطبيق هذا البرنامج في مجتمعاتنا التي اختلت فيها الموازين ، وأصبح السهر عند الأطفال أمرا اعتياديا وجد مقبول عند كثير من الأسر ، لكن جربوا أن تطبقوا هذا البرنامج بخطة التزامية قصوى ، حتى تنقذوا صحة أطفالكم ، والتي لا شك أن كل أب وأم يهمهما ذلك .